مساحة إعلانية

توقعات الذهب الأسبوعية: الأنظار تتجه نحو الفيدرالي بعد تسجيل مستوى قياسي جديد

 استفاد الذهب من تدفقات الملاذ الآمن، ليكسر حاجز الثلاثة آلاف ويحقق مستوى قياسيًا جديدًا مع نهاية الأسبوع. في الفترة القادمة، من المنتظر أن يتحول التركيز من التوترات الجيوسياسية إلى قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه سعر الذهب.



الذهب يتعافى من أدنى مستوياته بدعم ضعف الدولار الأمريكي

رغم بداية الأسبوع السلبية، تمكن الذهب (XAU/USD) من تغيير مساره بشكل قوي، متجاوزًا حاجز 3,000 للمرة الأولى في تاريخه يوم الجمعة. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بمخاوف متزايدة من تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة وتفاقم النزاعات التجارية على المستوى العالمي، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن.

الضغوط التصاعدية بدأت مع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن سياساته قد تؤدي إلى "مرحلة انتقالية" اقتصادية، وهو ما تسبب في تراجع حاد في مؤشرات وول ستريت يوم الإثنين. كما أعلنت الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم من كندا، ما دفع مسؤولي المقاطعات الكندية والأوروبية للرد بإجراءات مماثلة، وزاد من حدة المخاوف من نشوب حرب تجارية متعددة الأطراف.

تلك الأحداث، إلى جانب بيانات تضخم أمريكية أقل من المتوقع، دفعت الذهب إلى تسجيل مكاسب قوية خلال منتصف الأسبوع، حيث كشفت أرقام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) عن تباطؤ التضخم السنوي إلى 2.8% في فبراير، مقابل 3% في يناير، ما خفف من الضغط على المعدن النفيس.

وفي تطور إضافي، ساهمت التكهنات حول اتجاه بنك الصين الشعبي لتخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي (RRR) بمقدار 25 إلى 50 نقطة أساس، في تعزيز زخم الشراء على الذهب خلال يوم الجمعة.

أنظار المستثمرين تتجه إلى الفيدرالي وبياناته الاقتصادية المحدثة

من المنتظر أن يُصدر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراراته بشأن السياسة النقدية يوم الأربعاء، إلى جانب نشر التحديث الجديد لما يُعرف بـ "مخطط النقاط" (dot plot) وتوقعاته للاقتصاد الأمريكي.

وفقًا لأداة CME FedWatch، فإن الأسواق لا تتوقع أي خفض للفائدة في مارس، لكنّ المستثمرين سيركزون بشدة على مضمون البيان، والتعديلات في توقعات النمو والتضخم، وكذلك تعليقات رئيس الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الصحفي.

وفي حال أظهرت التوقعات الجديدة تخفيضًا في معدل النمو دون تغيير في أسعار الفائدة، فقد يتعرض الدولار الأمريكي للضغط، ما يدعم استمرار صعود الذهب. أما في حال تم رفع توقعات التضخم دون تعديل في أرقام الناتج المحلي، فقد يشكل ذلك دعمًا للدولار ويضغط على الذهب نحو التصحيح.

من جهة أخرى، فإن أي إشارة من صناع القرار إلى نيتهم تنفيذ ثلاث عمليات خفض بمقدار 25 نقطة أساس خلال العام، قد تؤدي إلى تراجع قوي في الدولار، وبالتالي صعود إضافي في الذهب. أما إذا أشار معظم المسؤولين إلى خفض واحد فقط، فقد يشهد الدولار انتعاشًا واضحًا ينعكس سلبًا على أسعار الذهب.

تصريحات باول ستكون أيضًا ذات تأثير مباشر؛ ففي حال قلل من شأن تباطؤ الاقتصاد، وركز على غموض التوقعات التضخمية، فقد يشهد الدولار دفعة صعودية قصيرة الأجل.

التحليل الفني للذهب

فنيًا، يواصل الذهب التحرك ضمن قناة صعودية تمتد لثلاثة أشهر، ويستقر مؤشر القوة النسبية (RSI) بالقرب من مستوى 70، ما يعكس بقاء الزخم الإيجابي قائمًا.

إذا تمكن الذهب من تثبيت نفسه فوق مستوى 3,000 وتحويله إلى دعم، فقد يصبح مستوى 3,060 هو الهدف الصاعد التالي، يليه 3,100. في المقابل، في حال فشل في تثبيت هذا المستوى كدعم، فقد يتراجع لاختبار منطقة 2,920 والتي تتقاطع مع المتوسط المتحرك لـ20 يومًا، يليها الدعم الثابت عند 2,900.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا